NE7NA BN7KI

نحنا بنحكي – الغناء أفضل من السياسة يا فنانين.. إلتزموا النأي بالنفس

موسى عبداللهنحنا: يمر العالم العربي بمرحلة قد تكون الأصعب في التاريخ الحديث، اذ يعيش الوطن العربي منذ عام 2011 نزاعاتوحروب وثورات قضت على الأخضر واليابس في عدة دول عربية، وأصبحت السياسة حديث الناس من المحيط إلى الخليج وسط تساؤلات حول المصير والوجود.

في ظل هذه المرحلة الصعبة بات الكلام محسوباً على قائله، حيث إنعدمت لغة الحوار وتقبل الرأي الآخر نتيجة الإنقسامات الحادة في الآراء السياسية، وبات الفنان العربي في مكان لا يُحسد عليه وكما يُقالبالع الموس على الحدين، إذا ما تحدث في السياسة وأبدا رأيه فإنه يُحاسب على آراءه من الجمهور في حال لم تنسجم معهم، وفي حال إلتزم الحياد فإنه يُحاسب أيضاً على عدم إبداء رأيه في الأمور التي يشهدها الوطن العربي.

من يتابع مواقع التواصل الإجتماعي يصل إلى قناعة راسخة بأن الحل الأمثل في أن لا يتدخل الفنان في السياسة كي لا يخسر جمهوره، فالوطن العربي يُعاني من الإرهاب الفكري الذي لا يسمح بتعدد الآراء، وعندما يُعبر الفنان عن رأيه تنهال عليه من كل حدبٍ وصوب الآراء المُضادة حيث تصل الأمور إلى التخوين والشتائم التي تدل على التخلف الذي يعيشه الوطن العربي، وكأن البعض ينتظر رأي الفنان كي يفتح عليه الجبهات والحروب، وفي المُحصلة يخسر شريحة واسعة من جمهوره لأن الحرية والديمقراطية لا أساس لها في العالم العربي بل نتغنى بها في الأغنيات فقط.

لن ندخل في موضوع طرح الأمثلة والنماذج عما حصل ويحصل نتيجة دخول الفنان في السياسة وعدم إلتزامه سياسة الحياد، وما يمكن قوله والتشديد عليه بأن يبقى خارج اللعبة السياسية وأن لا يتحول إلى الناطق الرسمي بإسم الأحزاب والحكومات والمدافع الأول عن الجيوش وحامل الرايات على المسارح، وأن يُركز على الفن ويترك السياسة لأهل السياسة، ولا بد وأن يبقى الفن العربي خارج اللعبة السياسية وأن لا يتحول إلى أداة جديدة تُفرق الشعوب بدل من أن تجمعهم.

في النهاية لا بد من إلتزام سياسة النأي بالنفس وعدم دخول الفنانين في نقاشات لا قيمة لها، اضافة الى عدم تحويلهم الحفلات الى مهرجانات سياسية، ولا بد من إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي من أجل جمع الجمهور وليس من أجل إطلاق المواقف السياسية التي تضع الفنان في موقفٍ لا يُحسد عليه لأن العقاب وخيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى