نحنا بنحكي – عقد على رحيلها.. عندما لعب تشرين لعبته مع صباح

موسى عبدالله – نحنا: يصادف اليوم في السادس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، مرور عشر سنوات على رحيل الشحرورة اللبنانية صباح، حيث امتلكت القدرة على قلب الموازين الفنية، وقدمت مئات الأغنيات المنوعة بين اللهجتين اللبنانية والمصرية، المنوعة بين الشعبي والطربي والرومنسي، وقدمت “الموال” و “الليالي” و “العتابا والميجانا” و “ابو الزلف”، ونوعت أكثر من أي فنانة أخرى.

يبدو وأن وصف شهر تشرين بالغدر لم يكن من باب الصدفة أو العبث، بل إنه نسخة طبق الأصل عن الغدر والخيانة حيث يغدر البشر ويضرب مزاجهم، مرة يكون الطقس صيفاً ومرة أخرى شتاءا، وهذا حال تشرين مع الراحلة صباح التي أشرقت وغابت شمسها في ليالي تشرين الخريفية.

في العاشر من تشرين الثاني من عام 1927 أنجب القدر الشحرورة صباح التي أصبحت تاريخ وحاضر لبنان المشرق بالأمل والتفاؤل على الرغم من الغيوم السوداء التي تمر فوقه، ولعب تشرين لعبته المفضلة “الغدر” مع شحرورة الوادي حيث خطفها الموت في ليلةٍ سوداء من ليالي تشرين الثاني.

غابت صباح على “السكت” دون ضجيج يُذكر، حيث أصبح غيابها بمثابة الضجيج القاتل والخنجر المغروس في خاصرة الأغنية اللبنانية التي تنزف بعدما فارقتها صباح ومن قبلها العملاق الكبير وديع الصافي، فقد تيتمت الأغنية اللبنانية بشكل نهائي وأصبحت طفلة يتيمة لا والد يخاف عليها ولا والدة تعطف عليها.

في ذكرى رحيل صباح العاشرة يمر لبنان بمرحلة مصيرية اذ يعاني من عدوان اسرائيلي، ويفتقد السلام الداخلي الحقيقي، كمت ويفتقد شحرورة الوادي التي كانت عنوان السلام والمحبة، كانت تؤمن بأن لبنان سينهض من جديد بعد الويلات والحروب التي عاشها ولا يزال يعاني من تداعياتها، على أمل أن تُحقق أمنية الصبوحة ويعم السلام في لبنان والأوطان العربية، وتصبح الحياة أجمل وأفضل لأن الحياة تضحك لمن يحبها، والحياة ضحكت للشحرورة التي لم تبخل في حبها للحياة حتى الرمق الأخير.

 

عن Ne7na Magazine

شاهد أيضاً

نحنا بنحكي – ١٦ عام على غياب منصور الرحباني.. عراب الأغنية اللبنانية

موسى عبدالله – نحنا: الشعر الغنائي نشاط فني يرتكز على قيم الجمال والأدب، والاخلاق والعادات …