موسى عبدالله – نحنا: دائماً ما يتحول العظماء في لبنان بعد مماتهم إلى أسماء منسية يعصف بها فساد الدولة التي لا تولي الإهتمام بالعظماء الذين قدموا لبلدهم لبنان ما لم يقدمه أحد، وكأن مصير الكبار بعد غيابهم أن يتحولوا إلى مجرد أسماء لا يتم ذكرها حتى في ذكرى وفاتهم.
من العظماء الذين ظلموا بعد رحيلهم وغيابهم الفنان اللبناني الراحل آلان مرعب الذي أعاد الفلكلور إلى الواجهة في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الأولى بعد أن كان في عداد المفقودين في بلد يفترض أنه بلد الفن. رحل آلان مرعب قبل 19 عام، وبعد رحيله لم يذكره أحد في لبنان وكأنه من كوكب أخر ليس من بلد إشتهر بالهوارة والدلعونا، والفضل في شهرة الهوارة والدلعونا لذلك الفنان الذي أحيا الفلكلور الشعبي، وفتح الباب لعدد من الفنانين الذين قدموا الهوارة والدلعونا.
أجاد آلان مرعب أجاد الهوارة والدلعونا أكثر من غيره وأصبحت ماركة مسجلة بإسمه، ومن بعد رحيله أصبحت الهوارة في عداد المفقودين مجدداً لأن من رحل هو العراب الذي أخذت الهوارة والدلعونا مجدها في حياته، وبعد مماته أصبحت قطعة مهجورة كما سماء الفن اللبناني الذي يعاني من التقلبات والتغيرات الفنية.
قد يكون آلان مرعب العراب ولكن أين هؤلاء الذين يحملون مشعل الهوارة من بعده فإنهم في عالم الفن التجاري، تخلوا عن لواء الهوارة وبقت الدلعونا والهوارة والعتابا أسيرة رحيل آلان مرعب الذي لم يبخل يوماً على الفلكلور اللبناني.
في ظل الأوضاع السياسية والفنية “المقرفة” التي يمر بها لبنان، كم بحاجة لشخص آلان مرعب وإنتقاداته السياسية الحادة من خلال غناءه النقد السياسي مستخدماً العتابا والهوارة والدلعونا لتصحيح المسار السياسي، وكم بحاجته الفلكلور اللبناني الذي تحول إلى مكسر عصا وضلع قاصر لكل من تخوله نفسه غناء اللون الشعبي والفلكلوري.