NE7NA BN7KIاخبار

رأي خاص – إحساس يارا يعانق الوجع في بحر هموم وتستحق السجن المؤبد

موسى عبدالله – نحنا: أطلقت النجمة اللبنانية يارا قبل نحو ثلاثة أسابيع ألبومها الجديد الذي حمل عنوان “معذبني الهوى”، وضم 9 أغنيات منوعة بين اللبناني والمصري، وكانت حصة الأسد للأغنية اللبنانية مع تفوق واضح لأغنية “بحر هموم” التي تُعتبر القنبلة الحارقة ضمن أغنيات الألبوم، والتي حققت منذ صدورها أكثر من 800 ألف مشاهدة عبر قناة يارا على اليوتيوب، والأغنية من كلمات أحمد ماضي وألحان جان صليبا وتوزيع ناصر الأسعد.

في جميع أغنياتها السابقة أظهرت يارا إحساساً لا مثيل له حيث الإحساس “السلس” والبسيط الذي يدخل القلب دون إستئذان، ولكن ما قدمته في أغنية “بحرم هموم” لا يمكن السكوت عنه، حيث عزفت على أوتار العاطفة وحركت مشاعراً قد ماتت مع غياب من رحلوا، رسمت خطوطاً جديدة للإحساس اذ عبرت عن مشاعر كل شخص في إحساس لا يمكن قياسه ومعرفة درجته حيث فاق الدرجات والتوقعات.

لا يختلف إثنان على أن ألبوم “معذبني الهوى” من الألبومات الراقية التي تحترم المستمع حيث عملت يارا على تقديم مواد فنية تتناسب تماماً مع خطها الفني الذي رسمته منذ بداية مشوارها الفني، ولكن كلمة الحق يجب أن تُقال على الأقل من وجهة نظري كمستع فإن أغنية “بحر هموم” في كفة وباقي أغنيات ألبوم “معذبني الهوى” في كفة أخرى، لذلك أُعلن تحيزي لأغنية “بحر هموم” وعدم حياديتي لأن ما قدمته يارا بمثابة إجرام تستحق عليه السجن المؤبد داخل قلب كل شخص لامسته الأغنية وسيطرت على وجدانه.

خلف أغنية “بحرم هموم” فريق عمل أعاد البريق للأغنية اللبنانية الرومنسية، فقد كتب أحمد ماضي موضوع بسيط في كلماته ولكن قوي في وصف الوجع والآلم، حيث رسم كلمات تدخل القلب خلسة ويحفظها المستمع منذ المرة الأولى، كلمات ليست معقدة، بعيدة عن الفلسفة في الشرح والوصف، إعتمد على السهل الممتنع ودائماً ما تكن الخطورة في السهل الممتنع الذي لا يجيده سوى فئة قليلة من الشعراء.

 على صعيد اللحن لا يمكن أن يغفل المتابع حقيقة هامة بأن جان صليبا من ألمع الملحنين في تقديم هذا النمط من الألحان الرومنسية وتاريخه يتحدث عن أبرز الأغنيات اللبنانية الرومنسية، وما قدمه في أغنية “بحر هموم” بمثابة تجديد للأغنية الرومنسية اللبنانية وإعادة الروح لهذا اللون من خلال صوت يارا الذي يُعتبر الأفضل على الساحة اللبنانية من أجل نقله بهذه الجودة والنقاء، أما توزيع ناصر الأسعد لا غُبار عليه لأنه أفضل من قدم هذه الموسيقى التي تعصف القلب، وشكل التوزيع عمقاً أساسياً للأغنية خاصة وأنه لم يعتمد على المبالغة الموسيقية.

لا شك في أن أغنية “بحر هموم” من أجمل الأغنيات التي طُرحت مؤخراً وسوف تُشكل علامة فارقة في مسيرة يارا على الرغم من جمال أغنياتها القديمة والجديدة، ولكن دائماً ما يُقدم الفنان عمل فني قد يُحدث ثورة وضجة كبيرة، وبالفعل إن أغنية “بحر هموم” سوف تُحدث ثورة في خط يارا الغنائي وسوف تنقلها الى مكان فني جديد وتُحملها مسؤوليات فنية جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى