NE7NA BN7KI

نحنا بنحكي – محمد عساف السند الحقيقي ومالك الشيء يُعطيه

موسى عبداللهنحنا: قال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويشقف على ناصية الحلم وقاتل، ويُقال بأن من لا يملك حلماً وطموحاً بمثابة إنسانٍ فاقد للحياة، ولم يصل النجم الفلسطيني محمد عساف للنجومية والشهرة من فراغ، بل لأنه صاحب حلم وقضية فنية، ومن يؤمن بالقضية مهما كان نوعها، ينظر الى أحلام الآخرين كما نظر وينظر الى حلمه.

لا يشعر بالآخرين الّا من يُمثلهم ويُمثل أوجاعهم، وينظر الى أحلامهم كما يسعى الى تحقيق أحلامه، وينطبق ذلك قولاً وفعلاً على محمد عساف الذي دائماً ما تُثبت المواقف والتجارب على معدنه وأصله، وإنسانيته التي لم تلوثها أوساخ النجومية والشهرة، بل شكلت قناعاته ومبادئه مناعةً قويةً أمام فيروسات الفن.

في موقف يُثبت معدنه الحقيقي وإيمانه بأن مالك الشيء يعطيه، تبنى محمد عساف الطفل الفلسطيني جاسر الحمامي، وأنتج له عمل غنائي حمل عنوانزينة البلدان، إيماناً منه بموهبته، وإحساسه بالآخرين الذين يملكون الحلم ذاته الذي كان حُلماً وأصبح حقيقة مُطلقة.

يملك جاسر الحمامي الموهبة والصوت، وبات الأن في يدٍ أمينة وحريصة على موهبته ومستقبله، اذ يستند على  سندٍ حقيقي ينظر للحياة بنظرة من الأمل والتفاؤل والطموح، ولا شك في أن محبوب العرب يُدرك تماماً أهمية هذه الخطوة التي قام بها، ويُدرك تماماً بأن المواهب لا بُد وأن لا تضيع فيزواريبالإحتلال، لأن من رحم الحصار يُولد الإبداع والعطاء، والفن وجه آخر من وجوه المقاومة.

قليلون هُم أصحاب المبادئ الذين يعتبرون سنداً لغيرهم، والعساف واحداً منهم، يُعطي دون مُقابل وينظر الى أحلام غيره على أنها حلمه، وعندما حقق حلم جاسر الحمامي لم يتردد في ذلك ولم يُفكر للحظة بهذا القرار الذي اتخذه إيماناً منه بالقضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى