موسى عبدالله – نحنا: طرحت النجمة اللبنانية اليسا قبل أيام، أحدث أعمالها الغنائية، فيديو كليب أغنية “هنغني كمان وكمان” من إنتاج شركة روتانا للمرئيات والصوتيات.
وتزامن صدور أغنية “هنغني كمان وكمان” في ظل إنتشار فيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم، واعتبر فانزها وبعض الإعلاميين والفنانين أن صدورها بهذا الوقت بمثابة طاقة إيجابية، خاصة وأن النجمة اللبنانية هيفاء وهبي قد شاركت في كليب الأغنية في مفاجأة للجمهور.
لم تحمل أغنية “هنغني كمان وكمان” أي جديد على الصعيد الموسيقي، وجاءت بقالب موسيقي عادي جدا، دون المستوى الفني المطلوب، وحملت كلمات شادي نور والحان محمد يحيى وتوزيع الهامي دهيمة.
على صعيد النص، لم تحمل أغنية “هنغني كمان وكمان” فكرة جديدة وموضوعاً مختلفاً، بل إعادة صياغة لأفكار قديمة بأسلوب مختلف، فالمضمون عادي جداً ولا يمكن وضعه ضمن خانة الإبداع أو حتى السهل الممتنع.
أما اللحن، يُمكن وضعه ضمن خانة التكرار الموسيقي وعدم إبتكار جُمل لحنية جديدة، فقط قام اللحن على ايقاع المقسوم الأكثر شيوعاً في الموسيقى العربية، إيقاع راقص تقليدي لم يحمل أي جُمل لحنية مختلفة عن عدة أغنيات قدمتها اليسا سابقاً، ويضع المستمع في حالة منا لروتين على الرغم من أنه راقص.
في العادة، يُغطي التوزيع الموسيقي العيوب في اللحن والنص، ولكن في أغنية “هنغني كمان وكمان” لم ينقذ التوزيع الأغنية من فخ السقوط، ولم يشكل التوزيع نقلة جوهرية بالأغنية، اذ لم يحمل إيقاعات جديدة وأساليب موسيقية مختلفة عما نسمعه في السنوات الأخيرة في أغنيات اليسا الايقاعية.
لماذا الضجة التي رافقت صدور أغنية “هنغني كمان وكمان“؟
رافق صدور أغنية “هنغني كمان وكمان” ضجة ومجاملات على مواقع التواصل الإجتماعي، وكل هذه الضجة “عالفاضي” لأن التطبيل على نطاق واسع بعد دقائق من طرح الأغنية يأتي ليُغطي على عيوب أي عمل غنائي، ولو صدرت الأغنية بدون كليب، لما أخذت هذه الضجة في الساعات الأولى، لأن الضجة تمحورت حول وجود اليسا وهيفاء في كليب واحد، وكما يُقال عدو أمس صديق اليوم.
شكل وجود هيفاء في الكليب إفادة شخصية لها وإفادة لصاحبة الكليب اليسا، اذ أن اليسا وهيفاء بحاجة لهذه الإطلالة وإثارة الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي خاصة في هذا التوقيت بالذات، والحديث عن نشر الطاقة الإيجابية كان مربط الفرس والهدف، ولكن الواقع مختلف ومُغاير.
هل يمكن للمادحين من الإعلاميين والفنانين عدم خداع أنفسهم والجمهور بأن الكليب والأغنية عبارة عن طاقة إيجابية، فأي طاقة ايجابية تتحدثون عنها والناس مشغول بالها على وضعها الصحي والإقتصادي، وتفكير الناس في مكان آخر، فأي طاقة تتحدثون عنها وأنتم من الأساس تهدفون فقط الى مجاملة اليسا لأن الخوف على مصالحكم أكبر من قول الحقيقة لو لمرة واحدة.
لو كانت الأغنية “توب” وعمل غنائي ضارب وجديد لكانت قصة الطاقة الإيجابية مُقنعة الى حدٍ ما، ولكن الأغنية من الأساس لا تليق بمستوى اليسا، واطلالة هيفاء واليسا بهكذا كليب فارغ المضمون “مش ظابطة” والهدف منه فقط إثارة الجدل، وخبرية الطاقة وتشجيع الناس على البقاء في منازلهم خبرية “ما بتقطع“.