موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف إثنان على القيمة الفنية للنجم الكويتي عبدالله الرويشد، ولا يختلف إثنان على ذكاءه الفني من حيث الإختيارات الغنائية، اذ يُعتبر مدرسة للأجيال الحالية والقادمة.
الباحث عن ومضة إحساس ومغنى نظيف، لا بُد وأن يتجه مباشرة الى أحدث أغنيات سفير الأغنية الخليجية، أغنية “تعبان” التي أبصرت النور قبل أيام قليلة، من كلمات خالد البذال والحان سايد وتوزيع محمد صالح.
لا يحتاج عبدالله الرويشد للتقييم والإشادة، اذ أنه خير من يُقيِّم الآخرين، ويُعطي الدروس المجانية في الآداء والإحساس، وما شهدته أغنية “تعبان” نموذج يُدرس عن طريقة المغنى الصحيح، والإحساس المبني على صدق المشاعر والآداء.
قام لحن أغنية “تعبان” بالدرجة الأولى على مقام “الصبا” حيث الشجن والحُزن، حيث مجموعة النغمات الحزينة بأبعاد متقاربة، ولجأ الملحن سايد الى بعض الجُمل اللحنية التي تقوم على مقام “الحجاز” للتعبير عن اللوعة وزيادة كمية الإحساس بالأغنية، جامعاً بين مقامين من أهم المقامات للتعبير عن الشجن.
شكل التوزيع الموسيقي قيمة حقيقية للأغنية، وترجم الجُمل اللحنية الى موسيقى حزينة بإستخدام “الصولو” بطريقة أكثر من رائعة، والدمج بين عدة آلات موسيقية تعزف على وتر المشاعر والأحاسيس.
اكتملت أغنية “تعبان” بجودة الآداء والإحساس الذي قدمه الرويشد، حيث نقل الأغنية الى مشهد تراجيدي، كمية كبيرة من العطاء الحسي، إحساس يقوم على الألم، وكأن الرويشد قد عاش قصة الأغنية من الألف الى الياء، متفوقاً على نفسه، واضعاً خبرة السنوات بعمل غنائي يرفع من مكانة الأغنية الخليجية العاطفية.
أغنية “تعبان” بألف ألبوم، وإحساس الرويشد لا مُنافس له في الخليج العربي، رئيس قسم الإحساس عن جدارة وإستحقاق، لا يهمه ملايين المشاهدات، لا يهمه تقديم الأعمال الغنائية التجارية، كُل همه تقديم محتوى غنائي يُرضي تاريخه الفني وإسمه وجمهوره.