موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الإستمرارية في أي مجال مهني تتطلب شروطاً صعبة، وكذلك الأمر بالنسبة لإستمرارية نجوم الغناء فيأي مكان في العالم، ولا تتوافر الشروط في معظمهم، ولعل أبرز تلك الشروط، الحفاظ على جودة الخامة الصوتية، الذكاء في إختيارالأغنيات، التطور والتجدد الموسيقي.
بناءاً على تلك الشروط، تتوافر جميعها بالنجم الكويتي عبدالله الرويشد الذي لم يكن في يومٍ من الأيام نجم متذبذب المستوى والعطاء الفني، بل يعمل دائماً على العطاء والعطاء بطريقة متجددة ومختلفة، وحافظ على إستمراريته الفنية طوال السنوات الماضية.
قدم عبدالله الرويشد بأحدث أعماله الغنائية، أغنية “إلتقينا” نموذج عن الإستمرارية الفنية، مُقدماً عملاً غنائياً خارج المنافسة مع أي عمل غنائي على الساحة الغنائية الخليجية، أقله خلال الأشهر الماضية، طارحاً توليفة غنائية تُثبت أنه سفير الأغنية الخليجية قولاً وفعلا.
حملت أغنية “إلتقينا” كلمات علي مساعد وألحان عبدالله الرويشد وتوزيع محمد علي، وإنتاج روتانا، وجاءت بقالب غنائي درامي وطربي، حيث قدم الرويشد أغنية هاربة من التسعينيات من القرن الماضي، ولكن بتركيبة عصرية من حيث التوزيع الموسيقي والأسلوب الغنائي الذي يصلح لكل زمان.
لا يمكن فصل أجزاء أغنية “إلتقينا” أو تفضيل جزء على آخر، اذ تُعتبر عملاً غنائياً متكامل من حيث النص الذي تناول موضوع الفراق بفكرة جديدة ومختلفة، مستخدماً الصور الوصفية بمكانها، راسماً الحاضر والماضي بصورة شعرية مؤثرة.
قدم عبدالله الرويشد تركيبة لحنية استثنائية من حيث الجُمل اللحنية المختلفة والمنوعة، مستنداً بالدرجة الأولى على مقام الصبا ومن ثم البياتي، مع تداخل بعض المقامات الفرعية التي شكلت ذلك التنوع في النقلات والإختلاف بين كل كُوبليه من أجزاء الأغنية، حيث بدأت الأغنية بأسلوب ومن ثم تنوعت الدرجات والأبعاد باللحن، وشكلت قُوة ضاربة.
“إلتقينا” عمل غنائي بمثابة درس لكل نجم عربي بأن الإستمرارية تتطلب الجودة ومن ثم الجودة، والتاريخ يذكر الأعمال الغنائية “المحترمة“، ومن يحترم جمهوره يحترمه التاريخ وينصفه.