NE7NA BN7KI

نحنا بنحكي – استسهال فني واضح وتراجع لنجوم الأغنية العربية

غادة مخُّولنحنا: نستمع اليوم لأغانٍ حديثة أقل جودة عمّا يتوقع الجمهور العربي من فنانه، وتتأرجح بين الصعود والانحدار عبر جميع الوسائل المرئية والمسموعة، حيث يُثار الجدل حول أن معظم تلك الأغاني تعود لنجوم الصف الأول عربيا.

يبدو أن هناك استسهال في اختيار عناصر الأغنية الحديثة أو الشبابية على حدّ التعبير، وبلا أدنى شك أن المسؤولية تقع على الفنان أولا، فالجمهور يثق بذائقة فنانه الذي يحمل رسالة فنيّة إليه، ولذلك السبب قد يخضع الجمهور المحِّب للفنان لاستماع اغنياته حتى وإن لم تكن بالمستوى المطلوب، ما يجعل الفنان يكرر الخطأ، وتستمر موجة الأغاني التي تفتقر للكلمة الشعرية واللحن المبتكر وباقي العناصر كالتوزيع الموسيقي وغيره من التقنيات التي أصبحت متشابهة وخالية من الإبداع ويأتي بعدها الخذلان.

يحصل هذا الاستسهال بالأغنية العربية الحديثة لأجل مصلحة شركات الإنتاج والربح السريع الوفير، بالرغم أن هناك الكثير من الشعراء المجتهدين والملحنين الذين يريدون الارتقاء بأعمال جيدة ولكن لا تتوفر لهم الفرص، ونجد أن أكثرية النجوم لا يتعاملون مع شعراء وملحنين جدد، وإنما يكتفون بمن عملوا معهم مسبقًا فتصبح أعمالهم مهددة بالنسيان وخالية من الإبداع والتجدد.

ربما على الفنانين اليوم أن يدركوا أن الأجيال القادمة ستتوارث هذا الفنّ، والجمهور في كل الأوقات متعطشاً للتجدد والفن الانسيابي الجميل، وليس العكس كما يعتقد البعض، فكل ما يختلف في أيامنا هذه لتكوين الأغنية الشبابية لعصرنا هو التنويع بالجمل الموسيقية الأكثرأصالة وتعبيراً، وتوزيعها بالطرق الملائمة والمتطورة حديثَا.

نحن لا ننكر بأننا نعيش عصر السرعة ولكن هذا ليس سبباً مقنعاً لتقديم أغانِ باهتة من دون هوية فنيّة سرعان ما ستغيب عن الساحة. لايكفي أن تكون الأغنية ضاربة لوقت قصير وتجارية لمغازلة السوق، وإنما الأهم هو استمرارها ووصولها للعقل والروح لتصبح ذكرى في الأذهان فهي مرآة تعكس النفس الإنسانية.

بدورنا كمستمعين نحترم جميع الفنانين الذين يملكون أصواتاً رائعة وقمة في الأداء وبحكم الزمان والمكان يحاولون التنويع ولكنهم يقعون فيفخّ الرتابة والتكرار، فلذلك لا يمنع من إعادة النظر بما يختاره الفنان لما سيقدمه إلى جمهوره لاحقًا وأن يعي بأنه الوحيد المتحكّم في رسم مستقبل الأغنية العربية وصعودها نحو الأفضل.

نتمنى أن تحدث تغييرات مقبلة لأغانٍ جديدة مع وجود جيل يؤمن بأهمية نوعية الأعمال الفنية المتكاملة، والأهم أن لا يشعر الفنان بأن نجمهقد اختفى فيتساهل بفنه ويعود بعمل أقل جودة ليظهر من جديد، فالنجم الذي يثابر على تقديم الأفضل لن يخفت بريقه في سماء الفن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى