موسى عبدالله – نحنا: شهدت العاصمة السعودية الرياض مساء أمس الجمعة حفلاً استثنائياً وربما تاريخياً تحت شعار “لقاء القمة” ضمن حفلات موسم الرياض، جمع النجمة الاماراتية احلام الشامسي والنجمة نوال الكويتية، وسط حضور جماهيري غفير كان على موعداً معالسلطنة والطرب من نجمتين قدمتا على المسرح نموذجاً عن الفن النظيف، الفن الصادق والحقيقي.
لا تحتاج احلام ونوال الكويتية للتقييم، ووضع العلامات على آدائهن الذي كان في قمة العطاء والإبداع، اذ لا يمكن تقييم مدرستين بحجم فنانة العرب وقيثارة الشرق، فهل يُعقل للتلميذ أن يُقيّم آداء أستاذه، فالعين لا تعلو عن الحاجب، والأستاذ الشاطر دائماً ما يكون على الموعدفي تقديم مادته بالطريقة الصحيحة، حيث يُفاجئ الجميع بأشياء من خارج الصندوق، وهذا ما ينطبق على أساتذة المغنى وأصحاب التاريخوالباع الطويل بالسلطنة والإحتراف نوال الكويتية واحلام الشامسي.
نقاط عدة من حفل لقاء القمة لا بُد من الحديث عنها، ولعل أبرزها ذاك الحب الكبير بين احلام ونوال، ذاك الإحترام المتبادل، تلك المنافسةالشريفة والصادقة والتي تُعتبر دافعاً لكل واحدة للعطاء وتقديم الأفضل من أعمال غنائية، وهذا ما شددت عليه نوال الكويتية في كلمتها أمامالصحافة، وأيدته احلام بطريقتها الخاصة مشددةً على أن غناءها مع نوال بمثابة شرف ونضج فني، لُتثبت النجمتان أن الحب قبل أي شيء، والصداقة بينهما محراك الفن والعطاء والإبداع.
صدق المشاعر بين احلام ونوال كان واضحاً للعلن، لغة العيون والجسد كشفت مدى عمق الصداقة بين الإثنتين، فالصدق لا يمكن حذفه من القاموس طالما وأنه أساس أي صداقة ناجحة وحقيقية، والصدق بين الاحلام والنوال برهن للجميع أن هناك صداقات حقيقية في الوسط الفني عندما تكون النوايا سليمة وقائمة على الإحترام والتقدير المتبادل، فلا أحد يأخذ من نجومية أحد ولكل فنان/ة جمهوره وهويته الفنيةالتي لا تتعارض مع فكر وهوية الآخرين في الساحة الفنية، ويبقى الحب ورحابة الصدر مفتاح العلاقات الصادقة، وأفضل نموذج عن ذلك صداقة احلام ونوال التي لم تتبدل وتتحول.
لقاء القمة درساً للنجوم العرب، ونقطة إنطلاق نحو الحب، وتثبيت لقاعدة أن الفن رسالة تجمع ولا تُفرق، ولا بُد وأن يُدرك نجوم الغناء العرب منالمحيط الى الخليج أن الفن ليس ميداناً للمعارك والحروب، بل ميداناً للتسامح والتصالح والتقارب خدمةً للمجتمعات العربية وتقديم نموذجاً للأجيال عن الحب والصدق، وبناءاً لمجتمعات نظيفة خالية من الحقد والضغينة، ومد يد التعاون للآخر في سبيل التطور والتقدم.
قد يظن الكثيرون أن هذا الكلام مبالغاً به ومن باب التنظير وتمسيح الجوخ لأحلام ونوال، ولكن بعض الظن إثم، وعندما يُنظر الى جوهر الأمور وباطنها، سوف يُدرك الجميع الحقيقة، فالمطلوب نوايا سليمة كي تُصبح الرؤية واضحة، وحينها يدرك أهل الفن في الوطن العربي أن الحب مفتاحاً لنجاحهم ونجوميتهم واستمراريتهم.
شكراً لفنانة العرب احلام وقيثارة الخليج نوال، وشكراً للقيمين على لقاء القمة وبالتحديد معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، والسيد سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة روتانا.