موسى عبدالله – نحنا: تُشكل النجمة المصرية أنغام حالة فنية إستثنائية لا نظير لها في الوقت الراهن مصرياً وعربيا، وما تقدمه من أعمال فنية “مهذبة” تضعها في خانة العمالقة حيث تُشكل العمق الحقيقي للأغنية المصرية حاليا، وتشكل الإمتداد الحقيقي لعمالقة الطرب المصري حيث تُغرد خارج الفلك الفني الحالي، وتُقدم مواد فنية راقية تنهض بالفن المصري والعربي الذي يعاني من تدهور خطير على كافة المستويات الفنية.
طرحت أنغام مؤخراً أحدث أغنياتها بعنوان “نسينا نعيش“، مقدمةً توليفة فنية متكاملة، حيث طرح الشاعر جمال الخولي موضوعاً متجدداًعن ضياع الحياة وعدم استغلال الفرص للعيش بسعادة بسبب الفراق الذي يُعد الضربة القاضية للعيش دون جروح، وغاص الشاعر في صلب الحالة مستخدماً بعض الجمل بأسلوب وصفي دقيق مثل “فضلنا نعيش عشان ننسى، وفالأخر نسينا نعيش“، وغيرها من الجمل التي شكلت عمقاً للموضوع.
أما على صعيد اللحن فإنه طربي – رومنسي، حيث قدم الملحن السعودي سهم تركيبة موسيقية جمعت بين مدرستين في التلحين، المدرسة التقليدية والمدرسة الحديثة، جامعاً بين المدرستين بتكنيك وروح شرقية جديدة، مقدماً نموذجاً عن اللحن الطربي الرومنسي الحديث الذييجمع بين الطرب والجشن، وشكل التوزيع الموسيقي الذي حمل توقيع الموسيقي اللبناني عمر صباغ بُعداً وعمقاً في التوليفة الراقية لأغنية “نسينا نعيش“.
قدمت أنغام بأداءها مادة صالحة للتدريس والتعلم، حيث قدمت الجمل الطربية بإحساس وتكنيك جديد، و “لونت” الأغنية كما تشاء وأضافت لمسة خاصة وبصمة صوتية رائعة، حيث تحكمت بمفاصل اللحن براحتها وكما تشاء.
“نسينا نعيش” عمل فني متكامل من حيث الأداء والنص واللحن والتوزيع، وأثبتت أنغام مجدداً على أنها نجمة مصر الأولى، نجمة ذكية في إختياراتها الفنية، تعمل على تقديم فن حقيقي راقي ينهض بالأغنية المصرية والعربية.