NE7NA BN7KI

نحنا بنحكي – بين الحقيقة والخيال هل إنتهى جورج وسوف فنياً؟

موسى عبداللهنحنا: لا شك في أن النجم السوري القدير جورج وسوف، حالة فنية تخطت حدود الإستثناء، وتحول الى معجزة فنية في زمن اللا معجزات.

يتحدث تاريخ سلطان الطرب عن تلك المعجزة التي لا يمكن إختصارها بمقالات، وكما يُقال فخامة الإسم يكفي، اذ تحول إسم جورج وسوف منذ عقود الى عملة نادرة، جامعة، عابرة للحدود.

في المعادلات الفنية، لا بُد وأن تحافظ الحالة على وجودها، واستطاع سلطان الطرب الحفاظ على إسمه ومكانته الفنية طيلة عقود، الى أن تعرض لأزمة صحية خطيرة قبل نحو ثمانِ سنوات، أبعدته عن الساحة الفنية، حيث غاب فترة زمنية من أجل رحلة العلاج.

كان الوسوف قبل أزمته الصحية الشهيرة أهم نجم عربي، لا تُصبح كلمته كلمتين، والجميع يلهث لكسب رضاه، كيف لا وهو السلطان بفنه وعطاءه الكبير في مختلف المجالات، وصاحب التاريخ الفني الذهبي الحافل بالإنجازات والنجاحات المدوية.

في الحياة، كُل شيء قابل للتغير والتبدل، ولا قاعدة ثابتة حتى على الحالات الإستثنائية التي قد تتغير لأن طبيعة الإنسان هكذا، وحالة جورج وسوف ليست قابلة للثبات، لأنها تغيرت بعد المرض ولم يعد السلطان كما كان، ولم تعد هيبة الوسوف كما كانت، اذ انكسرت تلك الهيبة الفنية التي حافظ عليها، وبات أبو وديع مثل غيره من الفنانين.

حقيقة مُرة ومُوجعة، ولكن الحقيقة لا يمكن اخفاءها، لم يعد جورج وسوف على رأس الهرم الفني في الوطن العربي، ولم يعد قادراً على العطاء كما قبل، نتيجة عدة عوامل أوصلته الى ما هو عليه اليوم، وما يُحزن أن أطفالاً في الغناء، باتوا نجوم حفلات ومهرجانات، والوسوف اليوم الغائب الحاضر.

يُصادف اليوم في الثالث والعشري من كانون أول/ ديسمبر، عيد ميلاد جورج وسوف الثامن والخمسين، وللمفارقة أن من هم أكبر منه سناً من النجوم العرب أمثال كاظم الساهر، عمرو دياب وغيرهم في قمة عطاءهم الفني، ولعل ذلك درساً لُكل فنان.

هل انتهى جورج وسوف فنياً؟

دائماً ما يُراود أفكاري هذا السؤال، وبين الحقيقة والخيال، أحاول الهروب الى الخيال، والعيش في زمن جورج وسوف الذي لم ينتهِ، وعند الحقيقة أحاول الهروب أيضاً من صراحتها المُرة، ولكن لا مفر من تجرع كأس الحقيقة وتأملها، والنطق بها وعدم التستر عليها، لأن جورج وسوف اليوم حاضر بأغنياته القديمة وآخر أغنياته التي تركت أثراً عند الناس أغنيةبيحسدونيالتي صدرت قبل أزمته الصحية بفترة زمنية.

من بعد أزمته الصحية لم يعد جورج وسوف قادراً على الغناء كما قبل، ولا يسمح لي الخيال بقول ذلك، الا أن الحقيقة تُجبرني على البوح بها، ومن بعد أزمته لم تضرب أي أغنية من أغنياته الجديدة، ولم يعد مطلوباً في الحفلات والمهرجانات كما قبل، ولم يعد ذاك الإسم الذي يجذب الإهتمام حوله، ومن هُم حوله اليوم حبذا لو يعملون لصالحه، ولكم الشكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى