نحنا بنحكي – عاصي الحلاني قدم أضعف ألبوماته الغنائية.. لكل جواد كبوة!
موسى عبدالله – نحنا: يبدو وأن النجم اللبناني عاصي الحلاني لم يكن موفقاً في ألبومه الغنائي الجديد “طل الملك” الذي صدر قبل أسبوعين عن شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، حيث قدم أضعف ألبوماته الغنائية مقارنةً مع ما قدمه سابقاً من ألبومات، مقدماً ألبوماً بمثابة هفوة في مسيرة الفارس الذي لطالما ما حرص على تقديم نفسه بصورة فنية مختلفة تليق بإسمه وصورته، وكما يُقال لكل جواد كبوة.
ضم ألبوم “طل الملك” 8 أغنيات منوعة بين الدرامي والشعبي والإيقاعي، ولم يحمل أي جديد أو إختلاف فني يكسر القاعدة التقليدية للأغاني، وينقل الحلاني الى بر الأمان الفني على الرغم من رؤيته وثقافته الموسيقية، وجاء ألبوم “طل الملك” مخيباً للأمال ولم يكن بمثابةا لطلة التي يُحكى عنها بأنها أجمل وأفضل طلة.
في قراءة لألبوم “طل الملك“، يُحسب ل عاصي الحلاني تعاونه مع الشاعر علي المولى بأغنية “عمرها الخيانة” والتي حملت ألحان عاصي الحلاني وتوزيع طوني سابا، وقد تكون أفضل أغنية بالألبوم حيث جاءت جديدة من ناحية النص الغنائي الذي تناول موضوع الخيانة بأسلوب جديد، وقدم الحلاني لحناً مميزاً حمل نقلات وتكنيك جديد وتنوع في المقامات، كما وقدم الحلاني اداءاً واحساساً شكل تكاملاً وعمقاً مع النص واللحن.
تُعد أغنية “ريحة عطر” من الأغنيات الجيدة في الألبوم، وتناولت أيضاً موضوع الغدر والخيانة ولكن بأسلوب مختلف عن أغنية “عمرهاالخيانة“، وحملت الحان عاصي الحلاني وتوزيع طوني سابا، وجاء النص من السهل الممتنع في الوصف للحالة التي يعيشها العاشق الذي تعرض للغدر، أما اللحن جاء سلساً وبسيطاً في تركيبته الموسيقية، وجمع بين أسلوبين موسيقيين مختلفين.
تعاون عاصي الحلاني بأغنية “طل الملك” لأول مرة مع فارس اسكندر الذي كتب ولحن الأغنية أما التوزيع الموسيقي ل عمر صباغ، وتُعد أغنية جديدة على عاصي الحلاني ومن الأغنيات الجيدة في الألبوم، الّا أن نقطة ضعفها الوحيدة تكمن في الجزئية الثانية من اللحن، اذ جاء الجزء الثاني من اللحن “طل الملك تيغازلك…” مكرراً ومسموعاً من قبل، وكان بالإمكان أن يكون أكثر قوة وإختلاف من حيث الجملة اللحنية الإيقاعية.
لم تحمل أغنية “ملهوف عليك” من كلمات عبير ابو اسماعيل والحان حسان عيسى وتوزيع علي ركيا أي جديد يُذكر، وجاءت عادية جداً من حيث النص واللحن والتوزيع، وكان بإمكان عاصي الحلاني عدم ضمها الى الألبوم. أما أغنية “ماشية بتتدلع” التي حملت كلمات والحان عاصي الحلاني وتوزيع طوني سابا لا تليق ب تاريخ عاصي، أغنية “ركيكة” من حيث المصطلحات وكأنها “صف حكي“، فهكذا أغنيات لم تعد صالحة لتقديمها في العام ٢٠٢٣، وتُعد مغامرة غير محسوبة من عاصي الذي خانه ذكاءه بإختيارها وتقديمها.
أما أغنية “يللي جبينك ضاوي” من كلمات نزار فرنسيس والحان عاصي الحلاني وتوزيع طوني سابا من نقاط ضعف الألبوم، عمل غنائي لم يحمل أي جديد يُذكر على صعيد اللحن الذي يتشابه مع الكثير من الأغنيات الشعبية التي قدمها عاصي سابقاً، كما وأن النص عادياً جداً في طرحه ومعظم مصطلحاته الشعبية، اضافة الى التوزيع الموسيقي المكرر.
من ناحية الأغنية العراقية، قدم عاصي الحلاني أغنيتين، أغنية “تعرف شنو احبك” من كلمات فراس الحبيب والحان عادل العراقي وتوزيع اليان الدبس، وأغنية “فيفتي فيفتي” من كلمات ضياء الميالي والحان عادل العراقي وتوزيع اليان الدبس، وتُعد كل أغنية بمثابة “سقطة” من عاصي الذي لا بُد وأنه يُدرك جيداً قيمة الأغنية العراقية وعمقها الموسيقي، فالإختيار سيء والتعاون المتكرر مع الملحن عادل العراقي ليس في صالح عاصي، فالأغنيتين ضرب جنون، استسهال فني واضح في اللحنين، لا جملة لحنية “راكبة” مع الأخرى، ولا يُعرف على أي مقام قام كل لحن، فهل يُعقل من غنى “يا طير” التي دائماً ما يغنيها في حفلاته أن يغني هكذا نصوص وهكذا ألحان أقل بدرجات من العادية.
لم ينجح عاصي الحلاني هذه المرة في الأغنية العراقية، ولا بُد وأن يُعيد حساباته في التعاون مع عادل العراقي، وأن يبحث عن الألحان التي تليق بإسمه وخامة صوته ومكانته الفنية، فهل اختفى عن الساحة الملحن العراقي الذي يُقدم ل عاصي اللحن الضارب والأغنية “الهيت“، وهل بات التعاون مع عادل العراقي ماركة؟.
على صعيد التوزيع الموسيقي، لا بُد وأن يُراجع عاصي الحلاني تعاوناته المستقبلية مع طوني سابا، والبحث عن الأفكار الموسيقية الجديدة خارج الصندوق الموسيقي الواحد، ولا بُد وأن يفصل عاصي الحلاني بين عمله وصداقته مع طوني سابا، فالعمل الموسيقي بحاجة الى أفكار جديدة.
لا شك في أن عاصي الحلاني بإمكانه تقديم الكثير والكثير للأغنية اللبنانية والعربية في قادم المواعيد، وليس غلطاً لو قام بجردة حسابات لتعاوناته القادمة مع بعض الأسماء التي يتعاون معها دائماً، ولا بُد وأن يكون أكثر انفتاحاً للتعاون مع بعض الشعراء والملحنين اللبنانيين والعراقيين والعرب، فالقيمة الثابتة ل عاصي لا يختلف عليها اثنان، وبداية التصحيح تكون في مراجعة ما قدمه في ألبوم “طل الملك” كي يعود الملك الى ساحته أقوى.
