موسى عبدالله – نحنا: أظهرت مواقع التواصل الإجتماعي جهل وتخلف شريحة واسعة من الفنانين اللبنانيين والعرب الذي يظنون أنفسهمملائكة الفن، بينما في الحقيقة هم شياطين الفن بأمراضهم النفسية وعقدهم التي أعمت فكرهم وبصيرتهم، وباتوا يظنون أنفسهم أساطيرالفن، وانعكست تلك الأمراض النفسية على فانزاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، وبات رشق عمالقة الغناء بأبشع الأوصاف، لا يُفارق حسابات الفانز، وكل هذا بأمرٍ من الفنان وفريق عمله.
لا يختلف اثنان على أن من حق أي شخص أن يحب الفنان الذي يشاء وبالطريقة التي يشاء، ولكن لا يحق لأي شخص مهما كان أن يتهجم على بعض عمالقة الأغنية اللبنانية والعربية والتقليل من قيمة ومكانة الكبار، ومن هؤلاء الكبار السيدة فيروز، تاريخ الأغنية اللبنانية، اذ لايمكن مقارنتها بأي فنانة من الجيل الحاضر، وتحويل شبكات مواقع التواصل الإجتماعي الى ساحات للمقارنات السخيفة التي أصلاً لا “تُغبر” على حذاء فيروز التي تُعتبر فوق المقارنات.
لا بُد وأن يدرك نجوم الغناء اللبنانيين ومعهم الفانز والمطبلين لهم من الصحفيين والاعلاميين أن فيروز أكبر من المقارنات، وما قدمته في سنة واحدة من تاريخها الفني الكبير لا يقدمه نجوم لبنان والوطن العربي في مئات السنين، فالفرق بين فيروز ونجمات مواقع التواصل الإجتماعي واليوتيوب سنوات ضوئية، فهل يُعقل المقارنة بين الثرى والثريا؟ شتّان بينهما.
كفى تشهيراً بإسم فيروز وربطه ببعض الفنانات والفنانين، ظناً من كل شخص أن هذه الطريقة قد تكون الأفضل من أجل تحقيق بعض المآرب والمصالح الفنية، فالحقيقة واضحة ولا ينكرها الّا أعمى القلب والنظر، فيروز خارج المنافسة والمقارنة منذ عقود، وحبذا لو تُدرك كل فنانة حجمها الحقيقي، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف عنده.