موسى عبدالله – نحنا: يكمن سر النجاح في حياة الإنسان في أخلاقه وتواضعه وتصرفاته مع الناس ومحيطه الإجتماعي بكل تواضع وإحترام، فالتواضع مفتاح النجاح، وأغلب العلاقات الإنسانية الناجحة تلك التي تقوم على التواضع الذي يُعد من سمات الكبار.
التواضع كلمة مقدسة تدل على نشأة الإنسان في مجتمعه وبيئته الإجتماعية الحاضنة له، وعندما يكون التواضع سمة من سمات أي فرد في المجتمع، فمن المؤكد أن ذلك الشخص سيكون إنساناً ناجحاً في حياته لأن ما يبنى على أسس التواضع والإحترام حتماً سيكون قد بُنيّ على أسس وقيم صحيحة.
عندما يصل الإنسان في حياته المهنية إلى درجة من النجاح والتطور عليه أن يحافظ على تواضعه كي يستمر في نجاحه ونهوضه، ولكن أغلب الناس ينزعون عن جسدهم التواضع ويصيبهم داء التعجرف والغرور الذي هو مقبرة الإنسان. كيف إذا كان هذا الإنسان عامل في مجال الغناء أو التمثيل ونجاحه مرتبط بالجمهور الذي أوصله إلى عالم النجومية والإحتراف لان الموهبة والمال لا تشتري محبة الناس، بل إن تواضع الفنان هو من يأسر قلوب الناس ومحبتهم.
نسبة كبيرة من أهل الفن في العالم العربي مصابون بداء التعجرف والغرور، لا يعرفوا معنى التواضع نهائياً، يتصرفون مع بيئتهم الإجتماعية بكل تكبر وكأنهم من عالم أخر لا يروا إلا أنفسهم، ويعاملون الأخرين بطريقة لا تمت للأخلاق بصلة. ومعظم هؤلاء النجوم يظنون بأنهم دائماً على صواب وأنهم معصمون عن الخطأ وأنهم ضحية للمؤامرات، ولكن في الحقيقة إن الخطأ زينتهم ولا يدركون بتاتاً معنى الصواب لأن داء النجومية والتعجرف قد سيطر على قلوبهم وأعمى بصيرتهم.
على هؤلاء النجوم أن يُصلون دائماً ويحمدون ربهم في الصباح والمساء على نعمة محبة الناس والموهبة التي أنعم عليهم، ف لولا الموهبة ومحبة الناس لكان معظمهم قابعين في زوايا منازلهم وبعضهم يعمل في المجالات التي عملوا بها قبل دخولهم مجال الفن، والبعض منهم عاطلين عن العمل لأنهم لا يمتلكون أي شهادة علمية أو مهنة يترزقون منها، خاصة وأن نسبة كبيرة منهم جاهلين ولا يعرفوا تركيب جملة واحدة صحيحة.
على هؤلاء النجوم الذين كبرت الخسة في رأسهم أن لا يتكبروا على النعمة، وأن يدركوا أن محبة الناس هي التي أوصلتهم إلى طريق النجاح والإستمرارية، وعليهم أن يردوا هذا الجميل من خلال تواضعهم وتصرفهم مع الناس بكل إحترام.
كما يوجد المتعجرف والمغرور في الوسط الفني، يوجد النجم الذي وُلِد من بطن إمه نجم متواضع ومُحب يتصرف مع الأخرين بكل رقي وإحترام ولم تلوثه الشهرة والنجومية، وكلما زاد نجاحه زادت نسبة تواضعه ومحبته للناس، لأنه مدرك أن التواضع من سمة الكبار والتعجرف والغرور من سمة الصغار وأصحاب النفوس الضعيفة.