نحنا بنحكي – عين على ألبوم نانسي عجرم العاشر.. تطور ونضج فني وكان لها ما أرادت
موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن من يعمل ويُثابر ويسعى نحو الأفضل، يحصد نتيجة عمله، ويُقدم نفسه بصورة جديدة، تحت شعارالتطور والنضوج، وهذا ما فعلته النجمة اللبنانية نانسي عجرم بأحدث ألبوماتها الغنائية Nancy10، حيث كان لها ما أرادته بأفضل صورة وطريقة ممكنة.
اختارت نانسي عجرم في ألبومها العاشر طريق الجُرأة في اختيار الأغنيات، حيث تمردت على الأنماط الموسيقية التقليدية، واختارت طريق التجدد في النصوص، والتطور في التوزيع الموسيقي، والنضج في الألحان، مُقدمةً مواد فنية تليق بالألبوم العاشر، حيث كان رقم ١٠ بمثابة حافز لها، ودافع نحو تقديم الأفضل، وكما يُقال لكل مجتهد نصيب في النجاح.
في الحديث عن ألبوم نانسي العاشر، تنوعت أغنياته بين عدة أنماط غنائية ولهجات، مُقدمةً أغنيات لكل الأذواق، وتكمن الصعوبة في ارضاء جميع الأذواق بذات الدرجة، ونجحت في تقديم التوازن بين معظم أغنيات الألبوم، حيث عملت على كل أغنية بذات الجهد والطاقة والروح دون تفرقة بين أغنية وآخرى.
قدمت نانسي عجرم اللون الإيقاعي المصري بأسلوب جديد بأغنيات “سلامات” و “جايه معاك” و “حاجات خصوصية“، حيث اختارت النصوص المتجددة وتقديمها بأسلوب السهل الممتنع، حيث قدم لها الشعراء ما يتناسب مع تطلعاتها الفنية وخطها الفني في اللون الإيقاعي، وكانت مهمة الملحنين سهلة طالما أن النصوص واضحة، ونجح كل ملحن في تقديم نفسه بطريقة جديدة ونفس لحني مختلف عن القديم، حيث بدا التطور والتجدد في عملية صياغة الألحان الجديدة مع الحفاظ على الروح الشعبية البسيطة.
وقدمت نانسي النمط الغنائي الرومنسي المصري بأغنيات “عاتب ولوم” و “حياة” و “ياما“، وكسر الشعراء الصورة النمطية في الأغنية الرومنسية، واعتمدوا على العمق في المعنى ولكن بأسلوب السهل الممتنع أيضا، وجاءت الألحان بمواصفات جديدة من حيث التكنيك الذي ساهم في أداء نانسي المميز، اضافة الى التطور في المقامات والجمع بين عدة مقامات مع وتقديم الدرجات بصورة معتدلة دون التأثير على الروح اللحنية.
وقدمت نانسي أغنية طربية مصرية بعنوان “حبك بيقوى“، وتُعتبر نموذج متطور عن الأغنية الطربية التي لا بُد وأن تكون نقطة انطلاق نحو تقديم هذا النمط من معظم نجوم مصر والعالم العربي، وتُعتبر “حبك بيقوى” أسلوب غنائي جديد، حيث تمكن الملحن من وضع نظرية طربية معاصرة.
على صعيد الأغنية اللبنانية، ركزت نانسي عجرم في ألبومها العاشر على الأغنية الدرامية، مُقدمةً أربع أغنيات “مشكلتك الوحيدي” و “ماتعتذر” و “بدي حدا حبو” و “هيدا أنا“، وكل أغنية مختلفة عن الثانية، نصوص جديدة من حيث الفكرة والطرح، وجُرأة وتمرد لكبرياء الأنثى، أما الألحان جاءت متوازنة ومتجددة، وشكلت نقطة تحول في الأغنية الدرامية اللبنانية، ويمكن وصف كل لحن على أنه روح جديدة ومختلفة عما نسمعه في الأغنية اللبنانية.
من باب الإنتقاد والحِياد، كان بإمكان نانسي عجرم تقديم أغنية خليجية أفضل من أغنية “يا ناس قولولي” وتقديم عمل أكثر عمقاً من حيث الكلمة واللحن، كما وجاءت أغنية “مية وخمسين” باللهجة اللبنانية بعيدة عن اللون الشعبي اللبناني الذي تميزت بتقديمه، وأقل من الأغنيات الايقاعية الشعبية اللبنانية التي قدمتها خلال السنوات الماضية، أما أغنية “على شانك” من اللون الايقاعي المصري لا تعكس شخصية نانسي وخطها الغنائي.
على صعيد التوزيع الموسيقي، جاء توزيع معظم الأغنيات عصرياً ومتجدداً بعيداً عن النمطية، وشكل التوزيع نقطة محورية في ظهور معظمأغنيات الألبوم بهذا الشكل الموسيقي المتطور، حيث شكل عمقاً وقوة، ويُحسب لنانسي تركيزها على التوزيع، والعمل رفقة الموزعين على الخروج من ثوب المدرسة التقليدية.
قدمت نانسي عجرم ١١ أغنية بدرجة إمتياز من أصل ١٤ أغنية ضمها الألبوم، اذ تُعتبر نسبة هائلة جداً وتدل على نضج نانسي وذكاءها في اختيار ما يتناسب مع العصر الحالي.
